انت الأن تتابع خبر سرّ فن الزار الباتع والأن مع التفاصيل
رياض - احمد صلاح - فن الزار في مصر له طقوس خاصة به، يبدو الأمر وكأنه حفل فلكلوري، لكنه ليس كذلك، فالغناء في تلك الحفلات لعلاج المرضى، وتخليصهم مما تفعله بهم الشياطين، وتختلف الآلات الموسيقية المستخدمة، بهدف إخراج الأرواح الشريرة وفقا للمعتقدات السائدة.
انتقل الزار من إثيوبيا والسودان إلى مصر قبل عدة قرون وانتشر في شمال أفريقيا، وما زالت تُغنى نفس الكلمات على وقع ذات الألحان، فقد تم توارثها وغناؤها كما جاءتهم دون تغيير فيها، لا ورقة ونوتة موسيقية، ويدافع ممتهنون الزار بأنهم ليسم مشعوذين ولا دجالين، ويرون بأن هذا الفن روحي يطرد الطاقة السلبية، وتكتسبب فرق الزار شعبية ولها جمهورها المتجدد.
وفن الزار عادة في بعض الدول العربية بالرقص الهستيري على إيقاع الدفوف لطرد الشياطين والأرواح الشريرة، ويتضمن بعض الأناشيد الصوفية، وكلمة (زار) مشتقة من اسم (جار) كبير آلهة الكوشيين لدى الأحباش و (زار) إسم أحد أبنائه، ويتم الشفاء حسب تلك الطقوس بتشكيل حلقة حول الشخص الممسوس، وجعله يرقص على قروع الطبل والدف، حتى يسقط متعبا، ويرش عليه الماء ويلطخ بدماء ديك، ويُمنع على المتطفلين حضور حفلات الزار.
وفن الزار يعتبر حاليا مصدرا للكسب المادي، وإسعاد الناس بمشاهدة حلقات شعبية يطربون ويتمايلون عند الاستماع لها. في سيطرة عالم الخرافة على المصريين كما يبدو، فلا الزار أسعفهم للتخلص من الفقر ولا ضرب الدّف أنجدهم من سطوة الظلم، وسخر الناس في ثورة يناير بحمل المكانس لطرد الطغمة الحاكمة، ويبدو أن سرّ الزار الباتع المحرّم والمجرّم في القانون المصري خيّب ظن الكثير من المصريين.
0 تعليق