الارشيف / كل الاخبار

الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا

انت الأن تتابع خبر الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا والأن مع التفاصيل

رياض - احمد صلاح - يعرف الاكتئاب، على أنّه ذلك الشعور الذي يؤثر سلباً في المُصاب، ومشاعره، وطريقة تفكيره، وتصرّفاته من خلال أعراض وعلامات شديدة وطويلة المُدّة، بالإضافة لتأثيره في قيامه بأعماله ووظائفه اليوميّة بشكل طبيعيّ، حيث يتعدّى ذلك الشعور بالحزن لبضعة أيام الذي يتعرض له أغلب الناس. 

ووفقًا للدراسات الحديثة فإن الاكتئاب يُعدّ أكثر الاضطرابات النفسيّة شيوعاً، وبالرغم من انتشار هذا الاضطراب، إلّا أنّه يوجد العديد من المُصابين غير المُشخّصين الذين يتردّدون في اتخاذ قرار بمراجعة الطبيب أو الأخصائي النفسي، ويُمكن إرجاع ذلك إلى العديد من الأسباب؛ فقد يخجل بعض الأشخاص من فكرة تشخيصهم باضطراب نفسيّ. 

وقد يرى البعض الآخر إصابته بالاكتئاب على أنّها ضعف في نفسه وليست حالةً مرضيةً حقيقةً، وتجدر الإشارة إلى وجود وتوفر العديد من العلاجات الفعالة التي تُساعد على علاج الاكتئاب والشفاء منه، والعودة لممارسة الأنشطة اليومية بشكل يومي، لذلك من المهم جدّاً مراجعة الطبيب في حال الشعور بأعراض مستمرة من الاكتئاب؛ وذلك لما لهذا الاضطراب من مُضاعفات على المُصاب: كتأثيره سلباً في نمط حياته، وزيادة تفكيره بالانتحار، وتراجع حالة الشخص الصحيّة في حال إصابته بغيره من الاضطرابات والأمراض المزمنة.

وفي الحقيقة، تختلف الأعراض والعلامات الظاهرة على الشخص المُصاب بالاكتئاب باختلاف العديد من العوامل: كالعمر، والجنس، والخلفيّة الثقافية للمُصاب؛ فمثلاً قد يُعاني الأطفال الأصغر عمراً من صعوبة في التعبير عن مشاعر الاكتئاب فتجد الطفل في هذه الحالة أكثر تهيّجاً أو يشكو من بعض الأعراض الجسديّة، كما قد يُلاحظ على المُراهقين التمرّد، والتراجع في الدراسة، أو الانعزال اجتماعياً، أو زيادة القيام بالأفعال الخطرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاكتئاب يصعب ملاحظته عند الأشخاص الأكبر سنّاً؛ حيث إنّه عادة ما يُعتقد بأنّ الأعراض الظاهرة عليهم تُرجع إلى التقدم في العمر أو إصابتهم بغيرها من الاضطرابات الصحيّة، ، وفي ما يأتي بيان لبعض أبرز الأعراض والعلامات للإصابة بالاكتئاب:

تراجع في المزاج: عادة ما يشعر الأشخاص المصابون بالاكتئاب بالحزن، وفقدان الأمل والحافز، والانزعاج، وسهولة التهيّج، والإحباط، والغضب، وفي بعض الأحيان لا يشعر المصابون بالأحداث التي حصلت لهم نتيجة إصابتهم بالإكتئاب ويصفون ذلك بشعورهم بالتوتر وفقدان المشاعر بشكل عام، بحيث يستمر تراجع المزاج طوال الوقت أو معظمه وقد يلحظ ذلك الشخص نفسه أو المُحيطين به.

فقدان الاهتمام: (بالإنجليزيّة: Anhedonia) لا يشعر مُصاب الاكتئاب بأي اهتمام أو متعة خلال تأدية عمله، أو أنشطته اليومية، أو هواياته التي اعتاد على الاستمتاع بها في السابق، كما من الممكن أن يفقد الاهتمام بالأشخاص الموجودين حوله.

تغيّرات في الشهية والوزن: من الممكن أن تتغيّر شهيّة ووزن المُصاب بالاكتئاب سواء بالزيادة أو بالنقصان؛ فقد يكون تأثير الاكتئاب بأن تزيد شهيّة المصاب ويزيد تناوله لأطعمة معينة كالأطعمة الجاهزة والكربوهيدرات، أو بأن تقل الشهية ويُصبح مضطراً لإجبار نفسه على تناول الطعام.

تغيّرات في النوم: عادة ما يؤدي الاكتئاب إلى حدوث اضطرابات في النوم، كأن يواجه المصاب صعوبات في النوم، أو يستيقظ في وقت مبكّر يوميّاً، أو يُعاني من الأرق (بالإنجليزيّة: Insomnia)، أو فرط النوم (بالإنجليزيّة:Hypersomnia)، ونادراً ما يشعر المُصاب بالاكتئاب بالراحة بعد النوم في كلتا الحالتين.

زيادة أو خمول في الحركة: قد يظهر على المُصاب بعض أعراض التهيّج كزيادة حركة اليدين، أو زيادة سرعة الخطى، أو الضجر والتململ، أو العكس تماماً من أعراض البطء والخمول كبطء في الحركة، والتفكير، والتحدّث.

الإرهاق: أو فقدان الطاقة اللازمة للقيام بالأنشطة، ومن الممكن أن يحتاج المُصاب لفترات من الراحة خلال اليوم، كما وقد يواجه صعوبة خلال بدء أو إكمال المهام اليوميّة.

الشعور بعدم الأهميّة: (بالإنجليزيّة: Worthlessness) أو الشعور بالذنب المُبالغ تجاه بعض الأشياء التي قام أو لم يقم بفعلها، كما وعادة ما يشعر المُصاب بالاكتئاب بالفشل، والدونيّة، أو بأنّه شخص غير مؤهل أو عديم القيمة.

ضعف التركيز: قد يواجه مُصاب الاكتئاب صعوبة في التفكير، والتركيز، واتخاذ القرارات، بالإضافة لسهولة التشتّت وفقدان الذاكرة في بعض الأحيان.

التفكير بالموت أو الانتحار: من الممكن أن يكون التفكر بالانتحار (بالإنجليزيّة: Suicidal Ideation) الذي يعاني منه المُصاب مُجرّد شعوره بفقدان قيمة الحياة، إلّا أنّه قد يكون شديداً في بعض الأحيان التي يكون فيها المُصاب يُفكّر جديّاً بإنهاء حياته. 

وهنالك العديد من النظريات المتداولة لتفسير ماهيّة أسباب الإصابة بالكتئاب، ولعلّ أكثرها شيوعاً هي المواد والتفاعلات الكيميائيّة الحاصلة في الدماغ، إلّا أنّ هنالك الملايين أو المليارات من المواد الكيميائيّة في الجسم التي من الممكن أن تكون مسؤولة عن مزاج الشخص ونظرته لحياته وللأمور المتعلقة بها، كما أنّه يوجد العديد من العوامل الأخرى التي قد تكون بيولوجيّة أو مؤثرات خارجية من الممكن أن يكون لها دور في احتماليّة إصابة الأشخاص بالاكتئاب، وبالرغم من أنّه ليس هنالك حتى الآن سبب رئيسيّ محدد ومعروف للإصابة، إلا أنه نذكر فيما يأتي بعض من العوامل التي من الممكن أن يكون لها دور في تطوّر الاكتئاب:

الاختلافات البيولوجية: يُعتقد بأنّ الأشخاص المُصابون بالاكتئاب من الممكن أن يكون لديهم اختلافات جسديّة في شكل الدماغ.

كيمياء الدماغ: يوجد في الدماغ مواد كيميائيّة تدعى بالنواقل العصبية (بالإنجليزيّة: Neurotransmitters) والتي بيّنت الدراسات أنّ لوظائفها وتأثيرها دور رئيسيّ في التحكّم بمزاج الأشخاص، وبالتالي الشعور بالاكتئاب وكيفيّة علاجه، ومن النواقل العصبية التي تلعب دورًا في ذلك: السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin)، والدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine)، والنورإبينفرين (بالإنجليزية: Norepinephrine).

الهرمونات: (بالإنجليزيّة: Hormones) قد يكون لاختلال توازن بعض الهرمونات تأثير في تحفيز أو التسبب بالاكتئاب؛ وقد يحدث اختلال هذا التوازن خلال فترة الحمل، أو بسبب حدوث مشاكل في الغدة الدرقيّة، أو في فترة بعد الولادة (بالإنجليزيّة: Postpartum)، أو عند بلوغ سن اليأس (بالإنجليزيّة: Menopause).

الوراثة: غالباً ما يكون الاكتئاب أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين لديهم أفراد آخرين من العائلة مُصابون به، كما أنّ العلماء يحاولون الكشف عن الجينات التي تسبب الإصابة بالاكتئاب.