انت الأن تتابع خبر ما لا تعرفه عن رهاب الارتفاعات والأن مع التفاصيل
رياض - احمد صلاح - تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الخميس، عن رهاب الارتفاعات الذي يتسبب بشعور الناس بالخوف الشديد والقلق من المواقف التي تتضمن التواجد بعيدًا عن الأرض، مثل تسلق سلم أو الصعود إلى قمة مبنى شاهق.
وتوضح نشرة المعهد أعراض رهاب الارتفاعات، وأسبابه، وطرق التشخيص التي تتضمن أسئلة حول طبيعة الأعراض ومدتها وشدتها، إضافة إلى أنواع العلاجات المستخدمة مع هذه الحالة.
غالبًا ما يتجنب الأشخاص المصابون برهاب الارتفاعات ارتقاء الارتفاعات أو صعود السلالم بسبب شدة الخوف.
من الطبيعي أن تشعر بالقلق إلى حد ما بشأن الارتفاعات، خاصةً إذا كانت هذه الارتفاعات غير عادية أو كبيرة أو غير مستقرة. ينطوي رهاب الارتفاعات على خوف يمكن أن يؤثر على قدرة الشخص على العمل في الحياة اليومية.
وفقًا لأحد التقديرات، فإن رهاب الارتفاعات هو رهاب شائع إلى حد ما يؤثر على ما يقرب من 6 ٪ من السكان. اقترحت دراسة أخرى أن حوالي 28 ٪ من جميع البالغين يعانون من عدم تحمل الارتفاع البصري في مرحلة ما خلال حياتهم.
أعراض رهاب الارتفاعات:
عاطفيًا وجسديًا، فإن الاستجابة لرهاب الارتفاعات تشبه أي رهاب آخر. تتضمن بعض الأعراض الشائعة المرتبطة برهاب الارتفاعات ما يلي:
الأعراض العاطفية:
قد تشعر بالذعر عندما تدرك أنك مرتفع عن الأرض. قد تبدأ غريزيًا في البحث عن شيء تتشبث به وتجد أنك غير قادر على الوثوق بإحساسك بالتوازن.
تتضمن ردود الفعل الشائعة النزول على الفور، والزحف على الأرض، والركوع أو خفض الجسد.
الأعراض الجسدية:
تتشابه الأعراض الجسدية لرهاب الارتفاعات مع أعراض الرهاب الأخرى وقد تشمل:
- ألم في الصدر.
- دوخة.
- غثيان.
- ضربات قلب سريعة.
- ضيق في التنفس.
- الارتجاف .
القلق والتجنب:
إذا كنت تعاني من رهاب الارتفاعات، فمن المحتمل أن تبدأ في الخوف من المواقف التي قد تجعلك تقضي بعض الوقت في الأماكن المرتفعة. على سبيل المثال، قد تقلق من عطلة قادمة تتطلب النوم في غرفة فندق في طابق مرتفع. من الممكن أن تقوم بتأجيل إصلاحات المنزل خوفًا من استخدام سلم. قد تتجنب زيارة منازل الأصدقاء إذا كانت لديهم شرفات أو نوافذ في الطابق العلوي. يمكن أن يتداخل هذا التجنب مع قدرتك على العمل في حياتك اليومية. على سبيل المثال، قد لا تتمكن من الذهاب إلى المدرسة أو الذهاب إلى العمل أو زيارة الأصدقاء أو مغادرة منزلك بسبب الخوف الشديد.
الحالات المتعلقة برهاب الارتفاعات:
تشمل الحالات المرتبطة برهاب الارتفاعات والتي قد تحدث معه ما يلي:
- الدوار(Vertigo):
الدوار الحقيقي هو حالة طبية تسبب إحساسًا بالدوران. رهاب الزعنفة (Illyngophobia) هو رهاب يمكن أن يؤدي فيه الخوف من الإصابة بالدوار إلى أعراض تشبه الدوار.
يمكن أن يتسبب رهاب الارتفاعات في إحداث مشاعر مشابهة للدوار. قم بزيارة الطبيب لإجراء فحوصات إذا كنت تعاني من أعراض الدوار. قد تشمل الاختبارات الطبية عمل فحص الدم، والتصوير المقطعي المحوسب (CT)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتي يمكن أن تستبعد مجموعة متنوعة من الحالات العصبية.
رهاب المنحدرات أو باثمووفوبيا (Bathomophobia):
أحيانًا ما يرتبط الخوف من المنحدرات والسلالم، برهاب الارتفاعات. في هذا الرهاب، قد تصاب بالذعر عند مشاهدة مكان شديد الانحدار، حتى لو لم تكن بحاجة لتسلقه. على الرغم من أن العديد من الأشخاص المصابين برهاب المنحدرات يعانون من رهاب المرتفعات، إلا أن معظم المصابين برهاب المرتفعات لا يعانون أيضًا من رهاب المنحدرات.
رهاب التسلق أو كليماكوفوبيا (Climacophobia):
يرتبط هذا الخوف برهاب الارتفاعات، إلا أنه يحدث بشكل عام فقط عندما تفكر في القيام بالتسلق. إذا كنت تعاني من رهاب التسلق، فربما لا تخشى رؤية مجموعة من السلالم شديدة الانحدار طالما يمكنك البقاء بأمان في الأسفل. ومع ذلك، قد يحدث بالترادف مع رهاب الارتفاعات.
رهاب الطيران أو الأيروفوبيا (Aerophobia):
هذا هو الرهاب المحدد من الطيران. اعتمادًا على شدة خوفك، قد تخاف من المطارات والطائرات، أو قد تشعر بالخوف فقط عندما تكون في الجو. قد يحدث رهاب الأيروفوبيا أحيانًا جنبًا إلى جنب مع رهاب الارتفاعات.
أسباب رهاب الارتفاعات:
تظهر الأبحاث أن قدرًا معينًا من التردد حول الارتفاعات أمر طبيعي، ليس فقط للبشر ولكن لجميع الحيوانات. يبدو أن رهاب الارتفاعات متأصل جزئيًا على الأقل، ربما كآلية تطورية للبقاء على قيد الحياة. ومع ذلك، فإن معظم الأطفال والبالغين يتوخون الحذر ولكنهم لا يخافون بشكل مفرط من الارتفاعات. يبدو أن رهاب الارتفاعات، مثل جميع أنواع الرهاب، هو رد فعل مفرط لاستجابة الخوف الطبيعية. قد يكون هذا استجابة مكتسبة لسقوط سابق أو رد فعل عصبي لأحد الوالدين تجاه الارتفاعات. تشير الأبحاث أيضًا إلى أن الخوف غير المنطقي من السقوط يلعب دورًا أكبر من إدراك الارتفاع.
تشير الدلائل إلى أن الخوف من الارتفاعات الذي يبدأ في الطفولة عادة ما يتحسن في غضون بضع سنوات، لكن رهاب الارتفاعات عند البالغين غالبًا ما يستمر طوال الحياة. تحدث الحالة أيضًا بشكل متكرر جنبًا إلى جنب مع حالات نفسية أخرى، بما في ذلك القلق والاكتئاب.
تشخيص رهاب الارتفاعات:
رهاب الارتفاعات ليس اضطرابًا مميزًا معترفًا به في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5-TR)، وهي الأداة التي يستخدمها الأطباء ومهنيو الصحة النفسية لتشخيص الاضطرابات النفسية. بدلاً من ذلك، سيطرح طبيبك أو معالجك أسئلة حول طبيعة الأعراض ومدتها وشدتها. تتطلب معايير التشخيص لحالات الرهاب المحددة ما يلي:
- خوف مفرط وشديد ولا يتناسب مع التهديد الفعلي.
- الشعور بالقلق الاستباقي، والذي يتضمن الخوف والقلق من مواجهة الشيء الذي تخافه.
- تجنب المواقف التي تجعلك على اتصال مع ما تخافه.
- اضطرابات تقيد الحياة في الأنشطة اليومية.
يجب أن تستمر أعراض الحالة لمدة ستة أشهر أو أكثر ولا يجب أن تكون بسبب حالة صحية أخرى.
علاج الرهاب:
يمكن أن يشترك رهاب الارتفاعات في أعراض معينة مع الدوار، وهو اضطراب طبي له مجموعة متنوعة من الأسباب المحتملة، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الرهاب المحدد. لهذه الأسباب، إذا واجهت علامات رهاب الارتفاعات، فمن المهم للغاية طلب المساعدة المهنية في أسرع وقت ممكن.
تشمل علاجات رهاب الارتفاعات ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي:
هو العلاج الرئيسي المختار لمرض الرهاب المحدد. كثيرًا ما تُستخدم الأساليب السلوكية التي تعرضك للموقف المخيف إما تدريجيًا (إزالة التحسس المنهجي) أو سريعًا (الفيضان). بالإضافة إلى ذلك، يتم تعليمك طرقًا لوقف رد فعل الهلع واستعادة السيطرة العاطفية.
التعرض:
يعتبر علاج التعرض المعيار الذهبي لعلاج أنواع معينة من الرهاب . تقليديا، يعد التعرض الفعلي للارتفاعات هو الحل الأكثر شيوعًا. ومع ذلك، أظهرت دراسة بحثية نُشرت في عام 2017 أن الواقع الافتراضي قد يكون بنفس الفعالية. الميزة الرئيسية لعلاج الواقع الافتراضي هي التوفير في التكلفة والوقت، حيث لا توجد حاجة لمرافقة المعالج "في الموقع". هذه الطريقة غير متوفرة في كل مكان، ولكن مع انخفاض تكاليف معدات الواقع الافتراضي، فمن المحتمل أن يكون الوصول إليها أسهل مع مرور الوقت.
الاسترخاء:
هناك العديد من التعديلات على نمط الحياة واستراتيجيات الاسترخاء التي يمكن أن تلعب دورًا في تخفيف أعراض رهاب الارتفاعات. يمكن أن تساعدك ممارسة اليوجا أو التنفس العميق أو التأمل أو الاسترخاء التدريجي للعضلات في التغلب على التوتر والقلق. يمكن أن تساعد التمارين المنتظمة أيضًا.
الادوية:
في بعض الأحيان، يمكن استخدام المهدئات أو حاصرات بيتا للتخفيف قصير المدى في مواقف محددة للمساعدة في تخفيف الذعر والقلق اللذين تشعر بهما. وجدت دراسة أجريت في عام 2012 أن استخدام الدواء جنبًا إلى جنب مع العلاج السلوكي المعرفي قد يحسن النتائج . ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول الجرعات وطول فترة العلاج.
0 تعليق